قصة عجيبة في عالم طيور الزينة 🐦✨
في عالم طيور الزينة ، تحدث أحيانًا مواقف غريبة وعجيبة تجعل المربي يقف مذهولًا أمام قدرة الخالق سبحانه وتعالى ، وتجعله يدرك أن الأرزاق بيد الله ، وأن كل مخلوق يأخذ نصيبه بما شاء الله له ، سواء بالأسباب أو حتى بغير الأسباب.
هذه القصة التي سأرويها لكم اليوم ليست مجرد حكاية عابرة، بل هي شاهد حيّ على رحمة الله، وعلى أن المستحيل أحيانًا يصبح ممكنًا بقدره.
أنا مربي عصافير منذ أكثر من عشرين عامًا، وقد مرّ عليّ خلال هذه الفترة مواقف كثيرة ، لكن الموقف الذي حدث مؤخرًا كان من أغرب ما رأيت. في أحد أقفاصي ، هناك دور سفلي أخصصه لما يمكن أن أسميه "مستشفى العصافير" 🏥🐥. هذا المكان أضع فيه أي طائر أشك أنه مريض أو مرهق ، ليكون في مكان هادئ بعيد عن باقي الطيور ، حتى يتلقى العلاج والراحة.
في إحدى المرات، لاحظت أن مجموعة من طيور الرينبو الجميلة كانت قد أصيبت بنزلة برد ، وبعضها يعاني من مشاكل صحية أخرى. نقلتهم جميعًا إلى هذا "القسم العلاجي" حتى أتابع حالتهم وأقدم لهم الأدوية والرعاية.
بين هذه الطيور كانت هناك أنثى ، وعلى الرغم من حالتها الصحية ، فوجئت بها تضع بيضة ! 🥚
في البداية اعتقدت أن الأمر عادي، فقد تكون بيضة غير مخصبة. وبما أنني لم أضع لها عشًا، توقعت أن الأمر سينتهي هنا. لكن الله ألهمني أن أترك البيض وأسمح لها بالجلوس عليه، خصوصًا أنني لاحظت عليها علامات الحنان والاهتمام.
كنت أضع البيض جانبًا عند تنظيف وعاء الطعام ثم أعيده، وكنت أرى الأنثى مصممة على حضنه. ومع مرور الوقت، لاحظت أن أنثى أخرى – أيضًا مريضة – بدأت تشاركها الحضن، في مشهد نادر وغريب 😍.
عادةً، الأنثى التي لديها بيض أو فراخ لا تسمح لطيور أخرى بالاقتراب، لكنها هنا قبلت الأنثى الأخرى إلى جوارها، تشاركها تدفئة البيض والعناية به. وهذا المشهد علّمني أن في عالم الطيور، كما في البشر، هناك شخصيات حنونة ورحيمة، وهناك من يتكيف مع الظروف مهما كانت صعبة.
مرت الأيام، وبدأت ألاحظ أن البيض يقترب من موعد الفقس.
وبالفعل ، فقست بيضتان وخرج منهما زغلولان صغيران 🐣🐣. المفاجأة الأكبر أن هذه النتيجة حدثت في "مستشفى العصافير" وسط طيور مريضة ، بينما هناك مربيون يجهزون أفضل الظروف من أزواج منتقاة وأقفاص مجهزة ، ومع ذلك لا يحصلون على إنتاج!
وهنا تذكرت أن الرزق من عند الله، قد يأتيك رغم صعوبة الظروف ، وقد يُحجب عنك رغم توفيرك لكل الأسباب .
في أحد الأيام ، وجدت أحد الفراخ قد سقط من مكانه بسبب صغر حجم العين التي كانت بها الطيور ، ووقع في درج القفص.
لحسن الحظ، لاحظت الأمر في الوقت المناسب ، فأعدته ، ودفأته ، وأطعمته حتى استعاد نشاطه.
حرصت على متابعة الفراخ مرتين يوميًا – صباحًا ومساءً – للتأكد من سلامتها، كما أضفت قليلًا من التبن في الطاجن الفخاري لتدفئتها، خاصة أن الفخار بطبيعته بارد. وفي نفس الوقت، كنت أستمر في علاج الطيور المريضة بالمراهم والأدوية، والحمد لله بدأت حالاتهم تتحسن.
هذه القصة تحمل أكثر من درس مهم :
-
الأرزاق بيد الله وحده – قد تأتيك من حيث لا تتوقع، وقد يمنعها الله عنك لحكمة يعلمها. 🌟
-
الحنان غريزة فطرية – حتى في أصعب الظروف، هناك مخلوقات تحافظ على الرحمة والرعاية. ❤️
-
الظروف ليست دائمًا عائقًا – الإنتاج حدث وسط بيئة مريضة وضعيفة ، مما يثبت أن المشيئة الإلهية فوق كل اعتبار.
-
ضرورة المراقبة المستمرة – متابعة الطيور والفراخ مرتين يوميًا أنقذت حياة أحد الفراخ من الموت. ⏰
-
التكيف والقبول – الأنثى المريضة قبلت مشاركة أنثى أخرى في حضانة البيض، وهو تصرف غير شائع بين الطيور.
حين أنظر إلى هذه القصة ، أرى أنها ليست مجرد حادثة في تربية الطيور، بل هي درس في الحياة. نحن كبشر نسعى ونعمل ونتخذ الأسباب، لكن في النهاية، النتيجة بيد الله وحده. قد يرزقك الله بسبب عملك ، أو بغير سبب ، أو حتى بعكس الأسباب التي تراها منطقية.
فكما حدث مع هذه الطيور، التي أنتجت في أصعب الظروف، قد يمنحك الله رزقًا وفرحًا من مكان لم يخطر على بالك. لذلك، مهما كانت الظروف ، لا تفقد الأمل ، واستمر في العمل، فربما يخبئ لك القدر ما يدهشك ويبهج قلبك 💖🐦.