قد يظن البعض أن عصافير البادجي مجرد طيور زينة صغيرة ، تملأ المنازل بزقزقتها وتلوّن الأقفاص بريشها الزاهي ، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن هذه المخلوقات الصغيرة تخفي خلف أعينها اللامعة ذكاءً وقدرات مدهشة ، لدرجة أنها في بعض الأحيان تغيّر مصير البشر ! إليك ثلاث قصص واقعية ، أغرب من الخيال ، أبطالها عصافير بادجي .
الطائر الذي كشف خيانة احدهم دون أن يدري
في مدينة هادئة بأستراليا ، كان أحد الرجال يعيش حياة عائلية مستقرة ظاهريًا ، إلى أن بدأ طائره البادجي الذي اعتاد ترديد كلمات بسيطة بتكرار اسم غريب على مسامع الجميع : " ليزا " ليس هذا فحسب ، بل كان الطائر يضيف جملة لم يُعلَّم عليها : " أنا أحبك يا ليزا " .
في البداية ، اعتقدت الزوجة أن الطائر التقط العبارة من التلفاز أو الإنترنت ، لكن تكرارها اليومي ، وفي لحظات غير متوقعة ، أثار شكوكها لم تكن تعرف أي امراة اسمها " ليزا "... حتى بدأت القطع تتجمع وتحقيق بشكل تدريجي ثم كشفت الحقيقة الصادمة : زوجها كان على علاقة بامرأة تدعى ليزا ، وكان الطائر حاضرًا خلال مكالماتهما الخاصة ، يلتقط الكلمات ويرددها بلا وعي ، لكنه نطق بما لم يكن يجب أن يُقال ، هكذا تحول البادجي من مجرد طائر أليف إلى شاهد لا يُكذب ، أنهى علاقة بنيت على السرّ .
البادجي الذي عاد إلى المنزل لوحده !
في قلب مدينة مزدحمة في اليابان ، وقع حادث غريب ، طائر بادجي صغير فرّ من قفصه المفتوح ، وطار بين المباني حتى اختفى ، بالنسبة للكثيرين هذه النهاية مألوفة ، فالطيور التائهة التي تتربى في القفص نادرًا ما تعود ، خاصة في المدن الكبرى ، لكن هذا الطائر كان مختلفًا .
عندما عُثر عليه بعد يومين ، سُلم للشرطة المحلية كإجراء روتيني ، غير أن المفاجأة بدأت عندما بدأ الطائر يتحدث بكلمات يابانية واضحة : اسم شارع ، رقم منزل ، اسم حي ، في البداية ظنّ الضباط أنه يكرر كلمات عشوائية ، لكنهم قرروا التحقق ، وعندما توجهوا إلى العنوان الذي نطق به وكانت المفاجأة ، منزل صاحبه الفعلي !
صراخ أنقذ حياة !
في إحدى ضواحي كولورادو الأمريكية ، كان رجل مسنّ يعيش وحيدًا في منزله مع طائره الأليف ، بادجي صغير ، وفي إحدى الليالي الشتوية ، اشتعلت النيران بهدوء في المطبخ بسبب عطل كهربائي ، ولم يشعر الرجل بأي شيء ، فقد كان نائمًا .
لكن طائره لم يكن نائمًا ، فجأة بدأ الطائر بالصراخ بطريقة هستيرية ، مختلفة عن عادته اليومية ، صراخه لم يكن تغريدًا عاديًا ، بل كان صرخة إنذار ، استيقظ الرجل على صوت الصراخ ، وما إن نهض من سريره حتى شمّ رائحة الدخان ، تمكّن من الهرب من المنزل قبل أن تنتشر النيران وتلتهم المكان بالكامل .
عندما وصل رجال الإطفاء أكدوا أن دقائق قليلة فقط كانت ستجعل من الخروج مستحيلًا ، الطائر الصغير لم ينقذ مجرد رجل ، بل أنقذ حياة كاملة ، وترك خلفه درسًا عظيمًا ، حتى أصغر الكائنات قد تملك شجاعة لا يتوقعها أحد .
_________________________________________
هذه القصص الثلاث ليست مجرد حكايات عابرة ، بل شواهد حية على قدرة هذه الطيور الصغيرة على مفاجأتنا بما لم نتخيله كل قصة منها تذكرنا بأن الذكاء لا يُقاس بالحجم ، وأن في الطبيعة كثيرًا من المعجزات المتخفية .
هل ما زلت تعتقد أن البادجي مجرد طائر زينة ؟