في أحد أحياء مدينة سياتل الأمريكية عام 2013 ، بدأت قصة لا تشبه أي قصة عرفناها عن الحيوانات ، بطلتها فتاة صغيرة تُدعى غابي مان ، لم تكن تتجاوز الثامنة من عمرها ، وطائر غامض من فصيلة الغربان ، وهو الطائر المعروف بذكائه الشديد وطباعه المعقدة .
في كل صباح ، كانت غابي تتناول إفطارها بجوار الحديقة ، وفي يدها قطعة من البسكويت أو التفاح ، لم تكن تعلم أن هناك من يراقبها يوميًا من أعلى الأشجار : غراب أسود كبير ، بدا عليه الفضول أكثر من الخوف ، ثم لاحظت غابي ذلك وبدأت بإلقاء بقايا طعامها له من دون تفكير ، وسرعان ما صار الغراب يقترب منها أكثر فأكثر ، حتى بات ينتظرها كل صباح .
لكن القصة لم تتوقف هنا…
بعد مرور أسابيع من هذه العلاقة الغريبة ، بدأت غابي تجد شيئًا غير متوقع على سياج الحديقة : أزرار صغيرة ، قطع مجوهرات بلاستيكية ، خرز لامع ، مشبك شعر ، وحتى مسمار ذهبي صدئ ، كانت "هدايا " من الغراب له شكرا على ما كانت تقدمه له .
الغربان معروفة بقدرتها على إدراك نظام المقايضة، لكنها نادرًا ما تقوم بإحضار "🎁هدايا " للبشر — إلا إذا نشأت رابطة استثنائية .
صار الغراب يتبع غابي في كل مكان تقريبًا في المدرسة ، المتجر ، وحتى منزل جدتها ، وحدثت أولى الحوادث الغريبة حين حاول صبي من جيرانها مضايقتها ، فهاجم الغراب الولد وخدشه في وجهه قبل أن يفرّ .
وبعدها، بدأت عائلة غابي تلاحظ أمرًا عجيبًا ، أي شخص يُظهر سلوكًا عدائيًا نحو الفتاة ، يتعرض لمضايقات من " طائرها الحارس " الذي لم يكن وحيدًا أحيانًا ، بل جيحضر دعم من غربان أخرى .
كاميرات المراقبة وثّقت اللحظة ، والشرطة أكدت رواية العائلة .
القصة أثارت اهتمام عدد من علماء سلوك الحيوان ، أبرزهم الدكتور جون مارزلُف من جامعة واشنطن ، الذي صرّح بأن الغربان قادرة على تمييز الوجوه البشرية ، وتكوين " تحالفات " تعتمد على التفاعل المتكرر .
تم عرض القصة في برنامج This American Life (إذاعة NPR) ، وتمت تغطيتها في تقارير لـ BBC وNational Geographic وThe Atlantic.
احتفظت غابي بـ"كنزها" من هدايا الغراب في صندوق شفاف ، وتضمّن أكثر من 70 قطعة متنوعة ، منها قطعة بلاستيكية على شكل قلب ، أثارت عاطفة الجمهور حين قالت غابي : " أعتقد أن هذا كان يعني أنه يحبني " .
حتى بعد انتقال عائلة غابي إلى حي آخر ، تبِعها الغراب إلى هناك ، ورفض أن يبتعد عنها ، فصار جزءًا من يومها ، مثل أي فرد من العائلة ، قالت أمها : " كأنه ملاك حارس أسود الجناحين " .
آخر ما ورد عن غابي والغراب أنها ، حتى عام 2022 ، لا تزال تحتفظ بالهدايا وتلتقي به كل أسبوع تقول إنه " يحدّق مباشرة في عينيها ، وكأن بينهما لغة خاصة " .
___________________________
مقالات اخرى قد تهمك
أسرار نادرة في تربية طيور الزينة : معلومات لا يخبرك بها أحد
ودّعها بكلمة " أراك غدًا "... ثم مات ! قصة الببغاء الذي حطّم مفاهيم الذكاء
🐦 البادجي ليس مجرد طائر ... قصص حقيقية ستغير نظرتك لهذا الكائن الصغير !